قابوس الحكمة والتسامي

0 309

آلاء حسن

ننعى ببالغ الآسى والحزن للشعب العماني وشعوب الخليج العربي وكل من تمسك بقيم التسامح والاعتدال وفاة السلطان قابوس، فقد كان سلطانا في قلوب شعبه وقبطان سفينة عمان لبر الأمان، ضرب مثالا نادرا في الإيمان بأهمية الحوار وقيم التسامح والتسامي، فمنح عمره لوطنه ولشعبه.
لقد فجع الشعب العماني والشعوب الخليجية والعربية برحيل قائد نهضة سلطنة عمان، بعد صراع مع المرض، فقدت عمان رمزها الخالد، وفقدت الأمة العربية زعيما عربيا سيسجل التاريخ له انه رمز من رموز الأمة العربية في المنطقة، حقق بحكمته الديبلوماسية المكانة والنهضة والقوة لبلاده ، حيث كان، رحمه الله، قائداً محنكا حكم بلاده طوال 50 عاما نعمت خلالها بالاستقرار والهدوء، وبرؤية جعلت عمان في حالة من الرخاء والسلام، فتحولت عمان على يد قائدها السلطان قابوس إلى قصة نجاح عالمية، اشاد بها الجميع.
واللافت في مسيرة الفقيد الكبير أن عُمان ليس لديها أعداء بفعل سياسات السلطان قابوس الحكيمة التي يشهد لها القاصي والداني، فكانت سفينة استقرار وأمن وأمان في ظل الاضطرابات التي تموج بها المنطقة، فقد كان دائما شديد الحرص على اهمية الترابط والتآخي في دول مجلس التعاون لترسيخ قواعد الامن والاستقرار في الخليج.
برحيله، فقد العالم، بلا شك، زعيما من زعماء المنطقة وقائدا حكيماً، وحاكما فذا كان له الأثر الايجابي على دول المنطقة، حالة فريدة في منطقتنا العربية، فقد سعى السلطان قابوس إلى تجنيب بلاده وشعبه الأزمات والكوارث المحيطة بالمنطقة، واستطاع بحكمته المعهودة، وتقديره الموزون للامور ان يجتاز ببلده اخطارا وعواقب طالت المنطقة، وسيسجل له التاريخ أنه رمز لقوة ووحدة سلطنة عمان على مدى نصف قرن حقق لها المكانة والنهضة والعزة.
رحل السلطان قابوس، رحمه الله، تاركا وراءه بلدا ناهضا،آمنا مستقرا، وإرثا عظيما يعتز به شعبه والشعوب العربية.
نعزي اخواننا الشعب العماني الشقيق واننا في الكويت لنشارك اهلنا في عمان الحزن والأسى فقد كان الفقيد ملهما لجميع شعوب الخليج العربي ونحن في الكويت من أكثرها تأثرا على فقدانه، نسأل الله لجلالة السلطان قابوس الفردوس الأعلى، وتمنياتنا للسلطان هيثم بن طارق بن تيمور بالتوفيق لمواصلة مسيرة عمان التنموية‘ فهو خير خلف لخير سلف.

كاتبة كويتية

You might also like