قمة “AUM”: نستهدف جودة التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُركز على استكشاف الاحتمالات الهادفة المُمكن تبنيها من المؤسسات التعليمية
آشوين فرنانديز: تقدم هائل تُحققه جامعات المنطقة رغم تحديات معايير الجودة
عواد: دور فاعل لمؤسسات التعليم العالي في صياغة حلول مستدامة لمجتمعاتها
انطلقت الأحد الفائت في مركز جامعة الشرق الأوسط الأمريكية (AUM) للمؤتمرات، فعاليات قمة “التعليم العالي نحو مستقبل هادف 2023” تحت عنوان “رؤية لمستقبل هادف” كأول حدث من نوعه في الكويت، وذلك بحضور رؤساء وأكاديميين من جامعات ومؤسسات تعليمية إقليمية وعالمية.
ويركّز المؤتمر بشكلٍ رئيسي على استكشاف الاحتمالات الهادفة التي يمكن للمؤسسات التعليمية أن تتبناها في المنطقة، مثل إمكانية توفير فرص تعليم جيدة، والإمكانيات القيّمة للتعلم مدى الحياة، والتقدم التدريجي والمهم نحو تحقيق التنمية المستدامة، فضلاً عن تبادل الخبرات حول كيفية السعي لخلق نظام من شأنه إثراء نطاق التعليم في مجتمعات الشرق الأوسط على مستوى عالمي، مع الأخذ بعين الاعتبار تولّي مسؤولية تطوير مجالات الإبتكار والمهارات والتكنولوجيا وتوفير فرص توظيف.
بدأت أعمال المؤتمر بافتتاحية رسمية، ثم تحدث د.آشوين فرنانديز، المدير الإقليمي (منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا) في شركة QS، حيث أشاد بالتقدم الهائل الذي تحققه جامعات المنطقة رغم تحديات معايير الجودة وتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة، كما قدم شرحاً للدور المساند الذي تقدمه QS من خدمات وتحليلات ورؤى حول قطاع التعليم العالي في العالم، وقد وجه دعوة إلى المشاركين للتفكير ملياً في تشكيل رؤية لمستقبل مستدام مع التركيز على إبقاء الطلاب في قلب العملية التعليمية.
من جهته، عبر بن سوتر، نائب رئيس أول في شركة QS، عن سعادته لوجوده في الكويت وفي الـ AUM تحديداً، محتفياً بالدور الريادي الذي تقوم به الجامعة وتحقيقها لإنجازات عالمية خلال فترة قياسية، وأشار إلى أن أبرز توصيات القمة لهذا العام هي التركيز على سياسات جودة التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في عالم متغير ومضطرب، فضلاً عن مناقشة تطورات البحث العلمي، والتطوير المستدام وآثاره الاجتماعية فيها.
وفي كلمته بالمناسبة، أكّد د.غسان عواد، رئيس جامعة أبوظبي على دور مؤسسات التعليم العالي في صياغة حلول مستدامة لمجتمعاتها في ظل عالم سريع التغير وشديد الأزمات كما تطرق إلى عناوين القمة الرئيسية، وأعتبرها فرصة للتلاقي والتحاور بشأن المستقبل، الذي يريده قطاع التعليم العالي في المنطقة، مشددا على أن الطلاب هم مستقبل الأمم وأملها.
خمس جلسات
1 ـ جلسة “من رد الفعل إلى التكيُّف”
تلت الافتتاحية جلسة حوارية بعنوان “من رد الفعل إلى التكيف”، وقد تناولت محور التخطيط الستراتيجي في مؤسسات التعليم العالي، وشددت على أهمية الانتقال من سياسات ردود الأفعال وتقليل المخاطر خلال الازمات، إلى اعتماد التأقلم كنهج في الممارسة الإدارية والتركيز على الفرص المتاحة، وتطويرها في مواجهة التحديات. كما تمت مناقشة كيف أن على مؤسسات التعليم العالي التكيف من أجل التقدم. وقد تم التطرق إلى جائحة كوفيد-19، وما فرضته على المؤسسات التعليمية من نهج جديد، اضطروا أن يتبنوه ليحصل الطلاب على أحدث المهارات والمؤهلات.
هذه الحلقة كانت بإدارة د.غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي.
وفي مستهل الجلسة، دعا د.كريم الصغير، مدير جامعة عجمان في الإمارات إلى التركيز على تطوير مهارات الطلاب الشخصية، لأن التعليم العالي مسؤول عن تخريج جيل جديد من المهندسين الفاعلين في مجتمعاتهم، وليس فقط تقديم مناهج لدراسة الهندسة.
بينما ركز د. ديفيد شميدت، رئيس الجامعة الأمريكية في دبي على مسؤولية مؤسسات التعليم العالي في جعل خططها الستراتيجية رؤيوية ومرئية، بالاضافة إلى تنفيذ خطط واقعية لتطبيق الستراتيجية، وزيادة الروابط مع عالم الأعمال وصناع القرار السياسي.
أما د.يسرى موزوغي، رئيسة الجامعة الملكية للبنات في البحرين، والقادمة إلى قطاع التعليم العالي من عالم المال، فقد دعت إلى الاستفادة من تجارب مؤسسات الأعمال، والنظر بعمق إلى تجارب التعليم السابقة خلال فترة الوباء، بالإضافة إلى إشراك المشرعين في تطوير قطاع التعليم العالي، مع تعزيز حضور المرأة في المواقع القيادية.
وقد شدد د.أحمد يماني، رئيس جامعة الأمير سلطان في السعودية، على أن رؤية المملكة 2030 شكلت عامل دفع وإطار عمل مهم في عملية التحول الرقمي في جامعات السعودية. وقد واكب قطاع التعليم العالي هذه الرؤية بمسؤولية، وذلك من خلال العمل الجاد والدؤوب في توفير تعليم عالي وتدريب مهني بأعلى المعايير، مع المحافظة على مكتسبات التعليم عن بعد، إذ تستمر جامعة الأمير سلطان في توفير مقررات دراسية دولية عبر الوسائط الرقمية.
2 ـ جلسة حوار بعنوان “إدارة سمعة المؤسسة التعليمية”
تعد إدارة سمعة المؤسسة التعليمية أمرا أساسيا لكليات إدارة الأعمال، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تركز ثقافة الأعمال بشكلٍ كبير على الثقة والمصداقية كوسيلة للحفاظ على سمعة إيجابية، والتي قد تساعد المؤسسة في أن تكون ناجحة ومستدامة في المنطقة.
حضر الجلسة كل من: بنجامين ستيفينين، الرئيس التنفيذي لـACADEM التابعة لـ RimaOne؛ والبروفيسور أبهيلاشا سينغ، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في الجامعة الأمريكية في الإمارات؛ ود.جورج سمور، أستاذ في معلوماتية الأعمال بجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الأردن.
3 ـ جلسة حوار بعنوان “رؤى من QS – بيانات من المنطقة والتصنيفات”
تمنح شركة QS مختلف المؤسسات التعليمية تصنيفات معينة، من شأنها تحديد موقعهم في سوق التعليم؛ كما تقيس أدائهم مقارنة بالمؤسسات الأخرى، وتحدد أفضل الممارسات التي يمكنهم تنفيذها بهدف التقدم. وقد وفرت الجلسة رؤى قيّمة حول تصنيفات QS لكليات إدارة الأعمال في الشرق الأوسط، فضلاً عن صورة شاملة لمشهد التعليم بهدف التطور وتعزيز القدرة التنافسية في السوق العالمية.
حضر الجلسة كل من: فيرونيكا أوميني، مستشارة رئيسية ورئيسة المشاريع في شركة “QS”؛ ودانيال كان – أخصائي أول لرؤى البيانات في شركة “QS”.
4 ـ جلسة حوار بعنوان “التحديات التي تواجه كليات إدارة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط”
تلعب كليات إدارة الأعمال دورا رئيسيا في إعداد قادة الأعمال المستقبليين لمواجهة التحديات. مناقشة هذه التحديات، تمكن هذه الكليات من تزويد الطلاب بمهارات حل المشكلات التي سيحتاجونها في حياتهم المهنية. كما أن مشاركة خبرات وآراء الخبراء من الأوساط الأكاديمية لمناقشة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، ستمكن كليات إدارة الأعمال من الاطلاع على الرؤى والتحاليل الحالية والمستقبلية، بهدف إثراء المناهج الدراسية وإعداد الطلاب للمستقبل.
حضر الجلسة كل من: د. جيرالين فرانكلين، مستشار البحث عن القيادة في التعليم العالي والعميد السابق في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات العربية المتحدة؛ ود.كريستوفر أبراهام، الرئيس التنفيذي ورئيس حرم دبي، مدرسة إس بي جين للإدارة العالمية.
5 ـ جلسة حوار بعنوان “نظرة كليات إدارة الأعمال العالمية لكليات إدارة الأعمال في الشرق الأوسط”
تمت مناقشة كيف تنظر كليات إدارة الأعمال العالمية إلى كليات إدارة الأعمال في الشرق الأوسط. ففي السنوات الأخيرة، خطت كليات إدارة الأعمال في الشرق الأوسط خطوات مهمة في تطوير برامجها التعليمية والبحثية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف تنظر كليات إدارة الأعمال من خارج المنطقة إلى تلك التي بداخلها.
حضر الجلسة كل من: د. شون فيرجسون، نائب رئيس الستراتيجية والابتكار بجامعة بنتلي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ والبروفيسور جون فوستر بيدلي، رئيس رابطة كليات إدارة الأعمال الأفريقية وعميد ومدير كلية هينلي للأعمال في المملكة المتحدة؛ ومانلي شجاعي – مدير IE Dubai Centre.
ثلاثة أيام من الجلسات
تستمر القمة لمدة ثلاثة أيام، وستتضمن جلسات حوارية، وجلسات تبادل الخبرات بين القيادات الأكاديمية والمؤسسات، بالإضافة إلى ورش عمل خاصة، ونشاطات إجتماعية للمشاركين، ومن أبرز المتحدثين: د.شادي حجازي، مستشار رئيسي في شركة QS “Quacquarelli Symonds”؛ والشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، الأمين العام لمجلس التعليم العالي ونائب رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي في البحرين؛ ود.أويول بانديلي أولوسولا، أمين عام اتحاد الجامعات الأفريقية؛ ود.غسان عواد، رئيس جامعة أبوظبي؛ والسيدة هيفاء الكيلاني، مؤسسة ورئيسة منتدى المرأة العربية الدولي في اللجنة العالمية لمستقبل العمل التابعة لمنظمة العمل الدولية؛ ود.أحمد يماني، رئيس جامعة الأمير سلطان في السعودية.

