كوكوش في الكويت!
حسن علي كرم
تتزامن جولة الفنانة الايرانية المقيمة حالياً في اميركا الى الخليج مع اعلان فتح السفارات بين كل السعودية وايران، بعد انقطاع دام سنوات.
جولة الفنانة الايرانية التي تحمل الجنسية الاميركية للخليج ليست الاولى، فمسارح الكويت ودبي والبحرين كثيراً ما استضافت الفنانة التي لها معجبون ومتابعون في الخليج، ربما اكثر من الايرانيين في وطنها.
بعد انقلاب الملالي على النظام البهلوي يقال انها اعتكفت في بيتها، واعتزلت الفن، نحو العشرين عاماً، وقيل انها تزوجت من رجل دين معمم في اثناء اعتكافها، الا انها استطاعت الهروب من وطنها ايران الى تركيا، ومنها الى اجواء الحرية كطائر الفنيق حيث تنقلت من بلد حر الى بلد اكثر انفتاحاً.
كانت كوكوش لا تزال كعصفور صغير تظهر على شاشة تلفزيون ايران يوم كان البث محلياً، كانت تغني وترقص، ولم تكن الفنانات الايرانيات ينازعنها في الدلع والغنج والرقص، لذلك نجحت في سلب عقول وقلوب الشباب، وانتقلت شهرتها الى خارج ايران.
ليست كوكوش الفنانة الايرانية الاولى التي هربت من قبضة النظام الرجعي، فقبلها هربت الفنانة ذات الشهرة والصوت النحاسي والمغنية الاقدم مرضيت التي انضمت بعد هروبها الى منظمة “مجاهدي خلق”، وهي ذات الثمانين من العمر، حيث اقامت حفلات في باريس وتوفيت ودفنت هناك الى جوار قبر شقيقتها.
الفنانون الايرانيون الذين هربوا من بلادهم لم يخسروا وطناً، لكن الوطن خسرهم، ففي بلاد الهجرة ذاعت شهرتهم وزاد انتاجهم الفني وفازت اعمالهم الفنية جوائز عالمية كـ”السعفة الذهبية”.
مهما حاولت بعض الاحقاد التاريخية ابعاد ضفتي الخليج، فان كل محاولاتهم باءت بالفشل، فالخليجيون الذين يزورون ايران كل عام يفوق عدداً عن نظيراتها من البلدان العربية، وهناك نوع من الحنين الذي يربط شعوب المنطقة، ومهما حاول السياسيون والاعلام الفاسد افساد العلاقة بين الضفتين الا ان الظروف تأتي خلاف امانيهم.
الخليج في هذه الايام تعمه الفرحة والراحة بعد اعلان التقارب السعودي- الايراني وفتح السفارات، ونرجو ان يلقي الايرانيون والخليجيون خلافاتهم خلف ظهورهم وينظروا الى مصلحة شعوبهم، ويتحقق الامن والرخاء في كل الشعوب الخليجية.
صحافي كويتي
hasanalikaram@gmail.com