محمد: وماذا بعد؟ هناك وهناك
الشيخ صباح علي الجابر الصباح
“والناسُ ألفٌ منهم كواحدٍ
وواحدٌ كالألفِ إن أمرٌ عنى”
ما القمة التي لم تصل إليها بعد، وأي همّة تنافسك؟
أقف أمام سجلّك الأبيض مذهولاً من عظمة صفاتك القيادية والشخصية، حيث إنني لا أعلم من أين أبدأ؛ هل من تلك التساؤلات التي يطرحها كل محب، أم من تلك الإجابات التي يعرفها العالم أجمع؟
فهل أتحدث عن سماحة ومروءة والدك التي ورثتها، أم ستراتيجيتك في القيادة والتي صَنَعَت الظروفَ لتخدم مصلحة الانسانية بِرُمَّتِها؟
وكم منافسا حاول أن يجاريك فأضناهُ تقدّمك وأعيتْهُ خطواتك فتراجع عن اعتلاء صهوة جواده فانتكس وارتكس إلى حيث ألقت رَحَلَها أم قشعم!
فبقيتَ أيها الفارس الهُمام نادراً مميزاً في الوقت الذي يزدحم فيه ذوو السفاسف بتكرار نسخهم ولا عزاء! وبالنسبة إلى استشرافك المستقبل بقراراتٍ حاسمةٍ مصيريةٍ، والتي قلما يجرؤ أحدٌ على اتخاذها فشهدتها المنطقة والإقليم والعالم، فأغلبها أجران وقليلها أجر، فيؤازر مَن يؤازر ويتخاذل مَن يتخاذل (وتجري الرياح كما تجري سفينتك أنت الرياح وأنت البحر والسفن)!
وكيف لا أصفك بالمُجدّد الذي يبعثه الله على رأس كل مئة عام ليجدد للأمة نشاطها الأخلاقي، والاجتماعي، والاقتصادي، فكرّستم معنى الأخلاق في زمن كثرت فيه الإساءات، وحرصتم على متانة الاقتصاد في الوقت الذي تُنهك الموارد في الدول الأخرى، وحافظتم على أن يكون “البيت متوحّدا” فَسَمَت الألفة والمحبة في بيوتكم السبع بصورة لا نجدها حتى في البيت الواحد!
حتماً، إذا كانت بلادي درّة الخليج، فالإمارات هي واجهتها الساطعة.
أكتب هذه الكلمات لأسجل إعجابي للتاريخ بمواقفكم النبيلة وتطلّعاتكم الجريئة، وما يوجد بالقلب أعمق، وبالفكر أعظم وبالنفس أسمى.
آخيراً وليس آخراً، هنيئاً للإمارات العربية الشقيقة بفارسها محمد بن زايد…ويبقى السؤال الذي يُراود الجميع…بوخالد: وماذا بعد؟
@alsabah_sabah
sabahalialjaber@gmail.com