مذكرة توقيف دولية بحق بوتين وسط ترحيب أميركي وأوروبي كييف وصفت قرار "الجنائية" بالتاريخي... وموسكو تعتبر المحكمة دمية بيد الغرب وتنتقد الازدواجية

0 35

موسكو، عواصم – وكالات: تواصلت التفاعلات الدولية ردا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففي حين كان القرار محل ترحيب أميركي وأوروبي، اعتبرته موسكو مستفزا وغير مقبول، واصفة المحكمة بانها دمية في يد الغرب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن موسكو لا تعترف بالمحكمة ولا قيمة لقراراتها قانونيا، فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن القرار لا أهمية له على الإطلاق، مشيرة إلى أن بلادها ليست عضوا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ولا مسؤوليات لديها تجاه المحكمة.
من جهته، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا إن الدول الغربية تتجاهل الأدلة على ما وصفها بجرائم ارتكبتها أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو تعمل على إنشاء محكمة دولية متجذرة في القانون الدولي، لمحاسبة الأوكرانيين والغربيين الذين ارتكبوا جرائم في أوكرانيا، مؤكدا أن “الجنائية الدولية” المستعدة لممارسة العدالة الزائفة باعتبارها دمية في يد الغرب، أثبتت دونيتها.
وتعليقا على الرفض الروسي، قال المتحدث باسم الجنائية الدولية فادي العبد الله إن القرار ملزم رغم عدم عضوية روسيا في نظام روما، مضيفا أن اختصاص المحكمة يشمل الانتهاكات المرتكبة على الأراضي الأوكرانية.
في المقابل، رحبت الولايات المتحدة الأميركية بالقرار، وقال الرئيس جو بايدن إن مذكرة الاعتقال الصادرة عن الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي مبررة، مؤكدا أن بوتين ارتكب بوضوح جرائم حرب، مضيفا أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة، فإن إصدارها المذكرة يمثل نقطة تحول قوية.
وعلقت السفارة الروسية بواشنطن على الموقف الأميركي، بقولها إنه يعكس حالة فُصام في الشخصية لأن واشنطن ترفض موقف المحكمة عندما تنتقدها على جرائمها، مضيفة أن المسؤولين الأميركيين يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات غير مقبولة بشأن الرئيس بوتين، لكنهم يلتزمون الصمت عمدا بشأن الفظائع الوحشية التي ارتكبتها بلادهم في العراق وغيره.
وفي السياق ذاته، أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه لقرار الجنائية الدولية وتحقيقها، وقال مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل “لن يكون هناك مجال للإفلات من العقاب”، معتبر القرار البداية في مسلسل المحاسبة وتحميل المسؤولين الروس المسؤولية عن الجرائم والفظاعات التي ارتكبوها.
وعلى الجانب الأوكراني، وصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي قرار الجنائية الدولية بالتاريخي، وأعرب عن امتنانه لفريق المدعي العام للمحكمة كريم خان وللجنائية الدولية ولكل شخص في العالم يساعد أوكرانيا في الكفاح من أجل العدالة.
وكانت الدائرة التمهيدية الثانية بالجنائية الدولية أصدرت أول من أمس، مذكرتي توقيف بحق بوتين ومفوضةِ حقوق الطفل في الرئاسة الروسية ماريا بيلوفا، فيما شدد كريم خان على أنه لا ينبغي لأحد أن يشعر أنه يمكن أن يتصرف دون محاسبة، وأن يرتكب أعمال إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب ويفلت من العقاب.
في سياق آخر، وقبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلادمير بوتين والصيني شي جين بينغ، والمقرر عقدها غد الاثنين، قالت واشنطن، إنها تخشى نتائج عكسية للتصعيد مع بكين، في حين أبدت أوكرانيا انفتاحها على دور صيني لإنهاء الحرب. وقد أفادت شبكة “إن بي سي” نقلا عن مسؤولين أميركيين- بأن البيت الأبيض سعى الأسابيع الأخيرة إلى تهدئة خطاباته حول احتمال قيام الصين بتزويد روسيا بالأسلحة في حرب أوكرانيا، فيما اشارت وزارة الدفاع الاميركية إلى أن واشنطن لم تر حتى الآن أن الصين قدمت أي نوع من المساعدة الفتاكة لروسيا لاستخدامها في ساحة المعركة.
من جهتها، أبدت كييف انفتاحَها على دور صيني، لكنها شددت على ضرورة احترام وحدة أراضيها. وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قد ناقش مع نظيره الصيني تشين جانغ المبادئ التي يمكن على أساسها استعادة السلام في أوكرانيا.
ونشر كوليبا تغريدة على تويتر قال فيها إنه ناقش مع نظيره الصيني أهمية مبدأ وحدة الأراضي.
وشدد الوزير الأوكراني على أهمية صيغة السلام التي وضعها الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإنهاء ما وصفه بالعدوان واستعادة السلام العادل في البلاد.
وبالتزامن، قالت الخارجية الصينية إن من بين أهداف زيارة شي لروسيا “الترويج للسلام” دون أن تشير صراحة إلى الخطة التي عرضتها بكين مؤخرا من أجل حل الأزمة الأوكرانية سلميا، فيما قال منسق الاتصالات الستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده لن تدعم وقف إطلاق النار الذي ستطالب به الصين في القمة المرتقبة بين شي وبوتين لأن من شأنه أن يخدم روسيا.

You might also like