معجزة الارقام القرآنية… خلق السموات والأرض وهزيمة الروم الأعداد في القرآن الكريم

0 587

(وكل شيء عنده بمقدار)، (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِيْن)، (لقد أحصاهم وعدهم عدا)، (ولتعلموا عدد السنين والحساب)… إشارات مُبينة في الذكر الحكيم إلى أهمية الأعداد والحساب، تدفع باتجاه تدبُّر مواضع ذكرها، وبيان حكمتها وأسرارها، إذ اشتملت آيات القرآن الكريم على عدد كبير من الأعداد المعروفة بدءاً من العدد “1”، حتى “مئة ألف” ليكون الكتابَ السماويَّ الوحيدَ الذي أفرد جانباً كبيراً من نصوصه للأعداد.

كتبت – نورة حافظ:

“إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ” الزخرف (3)، خاطب الله عز وجل العرب بلغتهم، وتحداهم ان يأتوا بسورة من مثله فعجزوا رغم كل ما عرف عنهم من بلاغة، وتوضح الآية الكريمة ان كل ما جاء في الكتاب يستطاع فهمه بواسطة العقل، ما يؤكد ان اسرار الآيات سوف تُكشف تدريجيا، وان كل ما اختلف فيه العلماء سيأتي العصر الذي يفصل فيه بينهم، ونستطيع التمييز بين خطئه وصوابه.
نزل القرآن الكريم في”114″سورة، وعدد آيات بلغ “6236” آية تضاف اليها ” 112 “آية بسملة غير مرقمة فيصل العدد الإجمالي الى”6348” طبقا للمختار من اقوال المفسرين المختلفة، اما سبب الخلاف فجاء من اتجاه بعض القراءات الى دمج عدة آيات معا وعدها اية واحدة، إضافة الى ما ذهب اليه فريق من اعتبار البسملة في فاتحة الكتاب آية، ومن عدها غير ذلك، كما ان هناك من أضاف عدد البسملات الى الآيات ومن رأى أنها مفتتح لا تحسب من بينها.
تضم آيات الله الكثير من المعجزات الرقمية والتى سبر الباحثون بعض اغوارها، وان كان بحر الغيب لا يزال متسعا ينتظر من يجيد الإبحار، ومن هذه المعجزات ما ورد في سورة الأنبياء: “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” (3)، اذ أثبت العلماء أن بداية الكون كانت سحابة دخانية أو كرة واحدة عظيمة متلاصقة قبل نحو 8، 13 مليار سنة، ثم تحولت تدريجيا إلى مليارات الاجرام التي ملأت الفضاء الكوني.
وتضمنت الآيات اعجازا فيزيائيا سبق العلم الحديث بقرون طويلة، فيقول تعالى في سورة الحج:”إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ” (47)، اذ شّبه الله اليوم الواحد من عذاب الكافرين وما يلاقونه فيه من متاعب وأهوال كألف سنة مما نعلم، وقد فهمها القدماء إجمالا، ورأوا فيها لمحة من قدرة الله المطلقة، ثم جاءت النظريات الحديثة، خاصة النسبية لتكشف لنا جانبا غاب عنهم، فالزمن حقيقة نسبية، يختلف من مكان لآخر وفقا لسرعة الضوء وحركة النجوم والكواكب.
ويتواصل الاعجاز العددي ويتخذ شكلا جديدا في مفتتح سورة الروم، فيقول تعالى: ” غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ” اذ تجتمع في هاتين الآيتين معجزتان، الأولى انها أخبرتنا بموضع هزيمة الروم، ووصفته بأنه ادنى بقاع الأرض للحجاز، ويسجل التاريخ في ذلك الوقت تعرض مملكة الرومان البيزنطية لهزائم متتالية في منطقة درعا بسورية وفي بيت المقدس وفي مصر على التوالي، والمعجزة الأخرى ان الآية تضمنت بشرى بانتصار الروم الذين يدخلون في سياق الأديان الابراهيمية ويؤمنون بموسى وعيسى خلافا للفرس عبدة النار.
وحددت الآيات فترة زمنية بكل الثقة والوضوح تتراوح بين ” 3 ” و ” 9 ” سنوات، وهو ما اثار دهشة الدارسين المعاصرين بعدما تبين ان جميع الدلائل كانت تصب باتجاه انهيار الدولة البيزنطية وقرب زوال ملكها علي يد كسرى الثاني ملك الفرس، وجاءت النبوءة عكس مسار الاحداث ما يؤكد انها من لدن عليم خبير، فتولى هرقل حكم الرومان وحقق اولى انتصاراته عليهم في أذربيجان الحالية عام 624 من ميلاد المسيح، أي بعد عامين من الهجرة، ثم في نينوي بالعراق، وحاصر معقلهم في المدائن.
ومن تلك المعجزات إلى تناغم الهندسة الرقمية التى اشتملت عليها آيات القرآن، فقد وردت كلمة الشهر ” 12 ” مرة وهو عدد شهور السنة، واليوم 365 مرة وهو عدد أيام السنة، أما المتنافرات فشأنها معجز أيضا، فُذكرت الحياة ” 145 “مرة والموت ” 145 “، وكذلك كل من الصالحات والسيئات ” 167 ” مرة، وتكررت الدنيا 115 والآخرة 115، الشدة “102 ” والصبر مثلها، وذُكر إبليس “11 ” مرة والاستعاذة بالله من كيده مثلها، وورد العسر” 12 ” واليسر” 12 “فسبحان ربي و تباركت قدرته.

You might also like