نظرة إيجابية في زمن الوباء

0 273

خولة الشيحي

لن أتحدث عن وباء “كورونا”، فقد أُتخمنا بأخباره، ولن أتحدث عن طرق الوقاية منه فالجهات المختصة قائمة بدورها على أكمل وجه.
فقد أحببت إرسال رسالة إيجابية مختصرة لعلها تلامس عقول فئة المتذمرين من الحجر المنزلي، متضمنة الكثير من الأسئلة ومن أبرزها:
لماذا هذه السلبية؟!
لماذا نُغفل نصف الكأس الممتلئ؟
فأين هو الحجر والعالم كله بين يديك
من خلال أجهزة الجوال، وقنوات التلفاز؟
لماذا لا تعد هذه الأيام فلترة وتصفية لذهنك عن العالم الخارجي؟! ومن ضوضاء المدينة وازدحام الطرقات؟
اغتنم هذه الأيام لإنجاز أعمالك المتراكمة.
بادر إلى قراءة الكتب التي تمنيت فائضاً من الوقت لقراءتها.
اجعل لك ورداً من القرآن وتفسيره.
اصنعوا أياماً جميلةً لأسرتكم بالأحاديث المتنوعة، والتثقيف بالألعاب والأحاجي وغيرها الكثير، واكتشفوا المواهب المدفونة لدى صغاركم.
تفقدوا أرحامكم الذين أشغلتكم عنهم دوامة الحياة بالاتصال والرسائل دون الخروج والاختلاط.
تلمسوا حاجة الفقراء والمحتاجين، فالصدقة في الرخاء تدفع البلاء وقت الشدة.
اعتنوا بكبار السن، فهم أكثرنا شعوراً بالوحدة والعزلة.
وأنتِ ياصديقتي ها هي فرصتك لتفقد أجزاء منزلك والعناية به.
وأولئك الذين أشغلتهم أعمالهم عن صوم القضاء ها هي فرصتكم قد حانت.
وأنت يا من كنت تتمنى الجلوس مع أطفالك وأسرتك؛ لكن ساعات عملك منعتك، ها أنت الآن متفرغ لذلك فاجلس مع أبنائك حاورهم، وجِّههم وتقرّب إليهم اصنع منهم جيلاً مبشراً بكل ماهو جميل ومفيد..
هذه الأيام سـتمر -بإذن الله- وستتحول إلى ذكرى نتحدث عنها لأجيالنا المقبلة مثلما فعلنا في (حرب الخليج)، فافعلوا الآن أشياء جميلة؛ لتصنعوا منها ذكرى سعيدة لهذه الأيام.
اتركوا عنكم التذمر والضجر من الحجر المنزلي.
واحمدوا الله على تجدد العافية كل يوم.
واحمدوه على نعمة وجودكم تحت راية حكومة رشيدة حريصة على سلامتكم.
اشكروا الله على التيسير في حصولكم على المواد التموينية بينما الدول العظمى يتقاتل شعبها على رغيف الخبز وعلبة مناديل الورق.
كونوا قدوة قائدة لأولادكم، اجعلوهم يرونكم كالأبطال في الثبات والقوة والعزيمة.
علموهم كيفية التصرف بحكمة في الأزمات.
لا تجعلوا هذه الأزمة تمر دون أن تغرسوا في أبنائكم معاني الوحدة والتعاون والتكاتف وحب الوطن.
علموهم عدم الخوف وأشعروهم بالأمان.
وكرروا أمامهم بأن ما يحدث مجرد احتياط واحتراز ليس إلا.
استشعروا النعم المحيطة بكم
والراحة التي تنامون بها وتصحون معها
بلا ألم ولا خوف ولا توتر
مطمئنين آمنين مستقرين.
كاتبة سعودية

You might also like