“نيكتوفيليا” مرض يمنعك من النوم ليلاً يجعل المُصاب أكثر إبداعاً في الظلام

0 418

لندن- “عربي بوست”: هل تحب قضاء معظم وقتك خلال الليل، وتفضل الجلوس في أماكن مظلمة خلال النهار؟
إذا كان الجواب نعم، فهذا دليل على إصابتك بمرض “نيكتوفيليا”، والذي يسمى كذلك “حب الليل”.
ويصنف هذا المرض ضمن الأمراض النفسية، بسبب اضطراب سلوك الإنسان، الذي يجعله يميل لعيش حياته خلال فترات الليل، وفي أجواء مظلمة.
ويعيش الشخص المصاب بهذا المرض، الذي يُصنف على أنه متلازمة نادرة الحدوث، حالةً من الاسترخاء والشعور بالراحة عندما يكون مستيقظا خلال الليل، في الوقت الذي يصعب عليه النوم.
وأصل تسمية مرض “نيكتوفيليا” اليونان، إذ إنه ينقسم إلى قسمين، الأول هو “نيكتوس” وتعني الليل، و”فيلوس” وهي الحب، ومن هنا تم تجميع الكلمتين ليكون المعنى الحرفي هو “حب الليل”.
وقد تم تشخيص هذا المرض في البداية على أنه أرق؛ ما يجعل الشخص غير قادر على النوم خلال الليل.
لكن هناك بعض الأطباء النفسيين الذين توصلوا إلى أنه اضطراب نفسي يجعل الشخص يميل لحب الظلام؛ إذ إن هناك أعراضا عدة تُظهر إصابة الشخص بهذا المرض، والتي لا تنحصر فقط في عدم القدرة على النوم ليلاً.
وتتداخل أعراض “نيكتوفيليا” مع كل من فوبيا الضوء، والاكتئاب، لكن يمكن تمييزها عندما تجتمع مختلف الأعراض كاملة في شخص واحد.
وتتمثل هذه الأعراض في الشعور بالراحة النفسية عندما تغيب الشمس، فيصبح الشخص أكثر إنتاجية، وقادراً على التفكير بذهن صافٍ وسليم أكثر.
كما أنه يكون مائلاً أكثر للحزن؛ ما يجعله منعزلاً بشكل كبير عن العالم، والفضاء الخارجي، خصوصاً في النهار، لاسيما أن الشمس تشكل مصدر إزعاج كبيراً بالنسبة له.
فيما يكون المصاب بـ”نيكتوفيليا” كارهاً للأضواء الصاخبة والضوضاء، أو التواجد في أماكن تعج بالناس، أو بها درجة كبيرة من الازدحام.
وعندما يُرغِم المريض نفسَه على النوم في الليل يصاب بالكوابيس، وكثرة الأحلام المزعجة، كما أن ساعات قليلة من النوم تكون كافية له ليكون في حال جيد.
ومن أجل الشعور براحة أكثر خلال النهار يُفضّل الأشخاص المصابون بهذا المرض البقاءَ في فضاءات مظلمة، شبيهة بأجواء الليل.
ومن الأسباب المحتملة لمرض “نيكتوفيليا” فشل العلاقات العاطفية أو حب الخيال، اذ رغم تشخيصه على أنه مرض نفسي، فإن العلم لم يتوصل بعدُ للأسباب الواضحة لإصابة بعض الناس بمتلازمة “نيكتوفيليا”.
لكن في الوقت نفسه تم تحديد بعض المسببات المحتملة، التي يمكن أن تشارك في ظهور هذه الحالة، من بينها عوامل ثقافية، أو بيئية، أو اجتماعية.
ومن بين هذه الأسباب الوقوع في ضغط نفسي قوي لفترة طويلة، وحب الخيال، وإنكار الواقع، وفشل العلاقات العاطفية أو الاجتماعية، أو إدمان الجنس.
فيما يدخل إيقاع الساعة البيولوجية المختلف بالنسبة لكل شخص في خانة الأسباب، وذلك لأن بعض الأشخاص ينشطون فقط خلال الليل، على العكس من بقية الناس الذين ينشطون عادة في النهار.
ويمكن أن يسبب هذا مرض حب الليل، عواقب عدة على المصاب به، أبرزها صعوبة الاندماج في المجتمع، والتعرف على الناس.
كذلك تفضيل الاستيقاظ ليلاً يمنع من الحصول على ساعات النوم الكافية، ما يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى، من بينها ضعف المناعة، والإصابة بأمراض القلب.
كما أن حصر الشخص المصاب لنفسه داخل فضاءات مظلمة يعني عدم تعرضه للشمس، ما يؤدي إلى ضعف فيتامين “د” في الجسم، الشيء الذي يؤدي إلى مشكلات أخرى، أبرزها هشاشة العظام.

You might also like