73 فناناً جسَّدوا الطبيعة والتراث في المهرجان الـ14 للإبداع التشكيلي الشيخ صباح الناصر ناب عن راعي الحفل وأكد "أن المبدعين جعلوا من لوحاتهم خطاباً إنسانياً"
كتب- جمال بخيت:
عالم من الدهشة في مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي الرابع عشر الذي شارك فيه 73 فنانا رسموا 150 عملا تنوعت بين فنون الرسم والنحت والاعمال التركيبية بثراء وحرفية أظهرت بعض المواهب الجديدة التي تعتبر إضافة للمشهد التشكيلي الكويتي.
وتميزت أعمال المبدعين الشباب المشاركين بكثير من الاحترافية، فنطالع اعمال الفائز بجائزة صاحب السمو وهو الفنان عبدالله الراشد الذي جاءت اعماله بتفاصيل معبرة عن صياغة لاشك أنها تدخل في عالم من الاستحقاق الجمالي بين تعبيرية وتجريدية.
وجاءت اعمال الفائزة أميرة اشكناني لتعبر عن حالة من السيريالية ولم تمنح اعمالها عنوانا، ولكنها تميزت بثراء المشهد التشكيلي في ثنايا اللوحات.
وجاءت اعمال عبدالله العتيبي بصيغة سيريالية معبرة عن حالة فنية،اما اعمال الفنان محمود القطان أحد الفائزين بجوائز المهرجان فرسم عالم التكوين في لوحاته وأبدع في حوار الالوان داخل ثنايا اللوحات.
ومن الاعمال المميزة نري اعمال الفنانة مي النوري التي اتخذت منهجية التنقيط في لوحاتها وتميزت اعمالها بحالة من الفرح الانساني، أما عطارد الثاقب التي فازت بالجائزة الاولي مناصفة، فتميزت اعمالها بثراء التفاصيل الفنية البديعة التي رسمت عالم الطبيعة والتراث فرسمت الهودج ووضحة بواقعية كلاسيكية استطاعت الفنانة خلالها ان تقدم الحالة التوثيقية للواقع القديم بأسلوب معاصر، فضلا عن حالة الابتكار الفني التي تندرج تحت عالم يقترب من مدرسة الكولاج في الفن التشكيلي.
وشارك في المهرجان الفنان ابراهيم اسماعيل احد جيل الرواد والذي قدم اعمالا فنية اتسمت بتنوع المشهد التعبيري البديع مع خاصية الالوان والتفاصيل التي استطاعت ان تقنع المشاهد والمتذوق،ومن الاعمال التصويرية قدم الفنان سليمان حيدر همس الود وهي لوحات مستوحاة من ربوع التراث الكويتي القديم.
الخزافة جميلة جوهر استطاعت برؤية تشكيلية تراوحت بين الازرق والاحمر أن تعبر بشكل بديع عن موهبة فنية عالية.
وتضمن المهرجان الكثير من المدارس منها فن البورتريه، فنرى من جيل الشباب لوحات الفنانة هدي كريمي وهبة عبد السلام وفهد العيد، ونطالع أيضا فنون الحروفية للفنانة أسماء عيسي والتي تفوقت بتكنيك الديكور الفني الذي زين الاعمال.
أقيم المهرجان تحت رعاية نائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح فيما حضر نيابة عنه وكيل الديوان الأميري لشؤون الأسرة الحاكمة الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد.
وقال الشيخ صباح الناصر في كلمة الافتتاح: إن الكويت منارة وملتقى انساني وثقافي يدرج الفن التشكيلي رهنا للتطور والبناء الحضاري، معربا عن سعادته لمشاركة عدد كبير من المبدعين في هذه التظاهرة الى جانب المواهب من الشباب الذين قدموا اسهامات ومشاركات عالية الجودة تستثمرها الكويت لبناء تنمية مستدامة ترتقي بالبنى التحتية وتجعل من الثقافة خطابا انسانيا.
وأوضح أن فكرة المسابقة التي يتم تنظيمها كل عام جاءت تقديرا للفن التشكيلي الكويتي المعاصر والاعتزاز بالفنانين الكويتيين الذين يسهمون في إبراز وجه الكويت الحضاري والتعبير عن تراثها المعاصر وفنونها المختلفة والارتقاء بالذوق العام في حدود العقيدة والقيم والتقاليد التي يؤمن بها مجتمعهم.
وذكر أن جمعية الفنون التشكيلية عودتنا على تقديم كل ما هو جميل وجديد للفنانين المشاركين في هذا المهرجان بعدد كبير من اللوحات الفنية التي تدل على المجهود الجبار الذي يقوم به رئيسها والقائمين عليها متوجها بالشكر لهم على تلك الجهود.
وأعرب عن الأمل أن يكون هذا المهرجان الذي يشمل فنون التصوير والنحت والأعمال التركيبية حافزا يدفع الفنان الكويتي للعطاء الفني ومرحلة تتعزز فيها ثقته بفنه وبقدرته على المشاركة والمنافسة في المسابقات الدولية.
من جانبه قال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبد الرسول سلمان في كلمة مماثلة إن الدورة ال14 للمهرجان تأتي استمرارا لخط واضح المعالم نرسمه بتوجيهات الرئيس الفخري للجمعية الشيخ ناصر الصباح الذي أكد على تطوير وتعميق هذا المهرجان في كافة أبعاه بما يوسع آفاق المبدعين ويزيد من تنمية التذوق الجمالي.
وأكد سلمان السعى لرقي هذا المهرجان في إرساء التقاليد الفكرية والجمالية ضمن المعايير والأطر التي ستشكل المسار بما يعكس الجدية في اختيار الأعمال للعرض.
وأشار إلى أن هناك تحولا وتطورا في الفن البصري الكويتي الحديث دون غياب لأهمية الهوية والخصوصية التي تمزج بين الإبداع الفني والتناغم في خطوط فيها البساطة والرقي.