حسين عبدالقادر المؤيد

حسين عبدالقادر المؤيد يكاد يتشكل اجماع بين مفكري العالم البارزين على ان جائحة "كورونا" لن تمر دون ان تكون منعطفا في مسيرة البشرية ينعكس على اصعدة السياسة والاقتصاد والثقافة، ولكن الاكثر قلقا وتطرفا، هو استشراف انهيار النظام الديمقراطي والثقافة الذي يقوم على العقل الامر الذي يعني انتكاس الحضارة المعاصرة. في ظل تنامي الشعبوية وفوضوية الاعلام، وتأثير بقايا الرأسمالية المنفلتة وعقلية الاحادية القطبية، هناك خشية من حصول انتكاسة حضارية مفتعلة. لقد مر العالم في القرنين الاخيرين بازمات تفوق او لا تقل عن ازمة "كورونا"، ولم يؤثر…

حسين عبدالقادرالمؤيد يميّز علم المنطق بين البرهان والمغالطة، فالبرهان عبارة عن استدلال منهجي صحيح واجد لشروط و ضوابط الاستدلال المؤدي إلى نتيجة صادقة و حقه، بينما المغالطة ليست سوى استدلال شكلي يفتقد حقيقة لبعض أو كل شروط الاستدلال المنهجي الصحيح ، و إن جاء بصورة استدلالية لكنها زائفة، و هو يفضي إلى نتيجة غير صائبة. و هكذا يتضح أن البرهان هو استدلال حقيقي جدير بالثقة ، بينما المغالطة هي استدلال زائف مضلل لا قيمة علمية لنتيجته. وفي العصر الحديث برز ما يسمى بالعلوم الباثولوجية، و يراد بها الأبحاث الكاذبة، حيث يبدو…

حسين عبدالقادر المؤيد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت اطروحة "النظام العالمي الجديد" تطرق الأسماع بقوة، وتتردد في المحافل السياسية ومراكز الدراسات التي تعنى بالمجتمع من زاوية كونه مجتمعاً بشرياً، وكذلك من زاوية كونه مجتمعا دوليا. وقد كانت الولايات المتحدة الأميركية هي المركز الأكثر والأقوى في طرح هذه الأطروحة ودفعها للتداول، بنحو يشي بوجود إرادة فيها لانتاج مفهوم معين للنظام العالمي الجديد. وبالفعل، بدا مفهوم النظام العالم الجديد عبارة عن نظام القطب الواحد بدلا من التعددية القطبية، وبحكم الوضع الذي اعقب انهيار…

حسين عبدالقادر المؤيد انفصام الشخصية، مرض نفسي يصاب به بعض الناس، فيضطرب تفكيرهم وسلوكهم. والطب النفسي هو الذي يعنى بهذا المرض تشخيصا و علاجا. وانفصام الشخصية مرض اجتماعي، قد يصاب به مجتمع، فيضطرب تفكيره و سلوكه، وقد يعجز عن الأداء الإيجابي المنتظم. وعلم الإجتماع هو الذي يجب أن يعنى بهذه الظاهرة. إن من يمعن النظر في حال الأمة، يجد أنها مصابة بهذا المرض الإجتماعي، وهو السبب في عجزها عن تجاوز سلبيات واقعها، و عجزها عن انطلاقتها نحو التقدم كأمة يجب أن يكون لها دورها الرئيس في المجتمع البشري وعلى الساحة الدولية. إن لانفصام…

حسين عبدالقادر المؤيد قادت أوروبا نهضة كبرى كانت قد بدأتها منذ مطلع الألفية الثانية للميلاد، حيث شهدت تلك الفترة وتيرة تأسيس الجامعات، فتأسست جامعة بولونيا في إيطاليا سنة 1088، وهي أقدم جامعة بالمفهوم الحديث للتعليم العالي، حسبما نسب الى المؤرخين وفي بريطانيا برزت جامعة أوكسفورد التي بدأ التعليم فيها سنة 1096، ثم جامعة كامبريدج 1209 وفي فرنسا تأسست جامعة السوربون سنة 1253 وفي ألمانيا تأسست جامعة هايدلبرغ سنة 1386. لم تكن تلكم الجامعات مجرد معاهد لتدريس العلوم، وإنما صارت مطابخ علمية لإنتاج نهضة كبرى قام بها فلاسفة…